إذ كنت تحس بمناجاة روح الحداثة

**غيداء صبح** · 22/02/1988

إذ كنت تحس بمناجاة روح الحداثة التي تطوف بنا ليلاً نهاراً

وإلى جانبها شعرت بأجواء الماضي بحنانه.. فيوضه... عطفه... وصدق أمانته

وجدت نفسك بين من هو مؤيد للحداثة وبين ماهو منكراً لها

وبين من هو مؤثر الصَّمت مرة

ومن هو محدث نفسه مرة

أنا لي وجهة نظر أطمع إلى توثيقها لأنني مع بعض ماهو حديث

ولكن لا أريد أو أرغب بالإنفصال عن التّراث العريق في الشعر والأدب بكافة أشكاله ومختلف ألوانه

لأن الأمة التي لا تعِ ماضيها هي أمة تعيش على الهامش وتجلب لذاتها المخاطر العديدة

لذلك أنا ضد الإنفصال عن التراث

أو مناهضته

ولا أعرف قضية اِختلف فيها الناس مابين مع وضد كقضية الحداثة

فهي تعني شيء عند أناس وشي آخر عند آخرين

وحينما نلجأ إلى قلعة الحداثة قصداً وعمداً لا نجد محكمة تبيّن لنا أحكام الحداثة

وفي عدم ذلك يختلط على البعض الحابل بالنابل

ولو سألنا بعض من شباب اليوم عن هذا الموضوع لقال

أنا مع كل حديث هنا يكمن موضوع الخطورة لأننا أصبحنا

نخشى على الثقافة من عدة جوانب وخاصة جانب التّقدم والتطور في الآداب الإنسانيّة

والمؤكد لا أحد لا يريد التقدم والتطور ولكن دون الدّخول في متاهات الضيَّاع لأنَّ الإنفصال عن الماضي في عملية التّطور هو سقوط.

والسؤال : هل شبابنا خطفه بريق وزيف الحداثة من الحضارة الأوروبيّة

ولكن لم يرق لهم وضع نصب العين نقاط الإختلاف بيننا وبين تلك الحضارة

إلّا يعلمون شبابنا ما قاله الأوربيون أنفسهم عن الحداثة

بأنها شيطان العصر الحديث

وليعلم شبابنا بأن حياة كل إنسان

إذا أرادها أن تكون ملك يمينه

فعليه أن يبنِ أساسه بيداه

وهل ينفع المحبّ طيف الحبيب

والحبيب تحت التّراب مثواه

ولكن إذا لهم القدرة على كسب المكاسب والجاه

لا نبدل لهم شأناً بذكر الماضي والأساس

بقلم : غيداء راضي

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل