ذات صادقة وذات كاذبة

**غيداء صبح** · 22/02/1988

مقالة لي بصحيفة العراق الاخبارية ...

ذات صادقة وذات كاذبة

نحن أمة العرب إلى متى لقمة عيشنا معجونة بالدماء
وإلى متى تغسلها الدموع
وغيرنا يرسل لنا العواصف الشديدة
ومتى نخشى عدونا ونحن ندرك مقاصده ونزوعاته ونفهم غاياته وخفاياه
متى أمتي تخرج من الشتائم في دائرة القضاء
متى نجتمع ونحتكم في دائرة القضاء
لا نحن أمامها ولا من خلفها
نحن نقدم الورود لنفوس غير نفوسنا
ونقدم الذبائح السخية لغير ذواتنا
كان أهلنا بالأمس يخضعون لدائرة الحق أما نحن اليوم نلاعبها ونسخر منها
وبالأمس كان أهلنا يقتربون من دائرة الجمال واليوم ليتهم في ظلها
وبالأمس كان أهلنا يعشقون جنان المحبة واليوم بين أهوال الرعب ودسائس وبروق العداوة
هل بدلوا أبناء أمتي العلم بالجهل والثقافة بالنسيان والنور بالظلام
اصغ يا قلمي واسمعني كنا نقول للغيمة اذهبي أينما ما شئتي فلن تمطري إلا في بلادي
واليوم ماذا حل بنا وغبنا وغاب دورنا من على مسرح الحياة
اسألهم يا قلمي هل باعوا نفوسهم ليشتروا بأثمانها أبخس الأشياء
أم بدلوا الناس قدرهم وشرفهم بأتفه الملذات والمسرات وأصبحوا اليوم عاجزين عن اتخاذ القرار
هل بقي في نفوسهم ما يذهب بهم إلى صلاة طاهرة ألم يجعلوا الأجسام مقهورة ماتت مضطهدة باتت لا تملك ناصية أمرها
أنا لا ألومك أيها المثقف لأن البعد عن أعداء الحياة يستوجب البعد عن معارك الحياة
أنا لا ألوم من يصلي بنفسه منفردا لأن الصلاة هي صلة الإنسان بالرب ولأن الرب موجود في كل نفس
بل ألوم من لا يجعل من الزكاة غنى للأمة إين عهد الإنسان لله وأمانته برغائبه الربانية
لماذا بدلوا صومعة الغزالي من صلة الأرض بالسماء إلى وجود الخمر والملذات الجسدية
هل توهم الناس إن البعد عن ابن رشد جعل لهم مجالا لمخالطة أتفه البشرية وأنذلها
هل توهم الناس أن بموت المعتزلة انتعش الإسلام هل ظن الناس بموت المسيح عليه السلام تركت الأرض خالية من المصلحين رسول السلام ترك لنا قوته الهائلة نصره المؤزر أزاهيره التي تطفئ شرور جرائم المفسدين
هل تكذب ما تراه العين وتنفر منه العقول
ولكن يسأل قلمي إلى متى الميول والمقاصد العدوانية للذات العربية تتحكم بوجدان العروبة وبنقاء الشريعة ونبذ تعاليم رسول المحبة
والقدس تصرخ وامعتصماه
لا تبكي ياقدس تمثل اليوم خمارا في أطهر الأماكن يملئ الكأس ويقول:............
الكاتبة السورية غيداء راضي صبح

ذات صادقة وذات كاذبة

ذات صادقة وذات كاذبة

للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل

التسجيل

تسجيل الدخول